الانتمَاءات

فاطمة العجمية – سلطنة عمان
جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة

صَمت على صمتٍ، و اللَّيالي بَاردةٌ!
فلا اللَّيل إنتهى و لا الصَّمت عرِف كَيف يَتحدَّث!
جَالِـسة،
لا أنتظِر أحَد و لا أحَد يَنتظرُني بِقدْري!
أنتمِي إلى نَفسي، إلى متَاهَاتي المُظلمة!
أنتمِي إلى الكَلِمات الّتي لَمْ تُقال،
إلى الكَلِمات الّتي ظلَّت عَالِقة بين شَفتي شَخص فَارق الحَياة!
إلى النِّسيان الّذي لَمْ يَنسى و لَمْ يُنسى،
إلى الحرُوف الّتي تَسرَّبت إلى وُجهتِها الخَاطِئة،
أُقدّم التَّعازي إلى الحرُوف الّتي تَسرَّبت دُون رَغبة مِنها،
إلى الكُتب الّتي لَمْ تُقرأ،
أنتمِي للمُذكِّرات الّتي هَجرها أصحَابها،
أنتمِي لِكوب قَهوة برد قَبل أن يَرتشِف منه صَاحبه قَطرة وَاحِدة!
أنتمِي للرُّفُوف الخَشبيَّة المُمتلِئة بِالكُتب المُغبَّرة، و الأشياء العَتيقة الّتي تَركها أصحَابها ضَائِعة من بعد رَحيلهم و مُغادرتهم للحَياة،
أنتمِي لكُلِّ شيءٍ عَتيق فقد نَكهته!
و أخيرًا أودُّ أنْ أقُول بِأنَّني تَعبت من:
الإنهيَارات المُؤجَّلة، و الحِكايات القَديمة،
تَعِبتُ من رَتابة الرُّوتين الّذي يتسلُّل بين أضْلعي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى