أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية: قائدنا يبني الجمهورية الجديدة بالوعي والنضال

 

 

كتبت – حسناء رفعت

قال الدكتور أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، إن مصر حريصة على الوعي على قدر حرص قائدنا الزعيم السيسي في بناء الجمهورية الجديدة بالوعي والنضال.

وأضاف خلال افتتاح المؤتمر الدولي “الوعي لدى الشباب في العصر الرقمي” المنعقد بجامعة السويس، أن الوعي أداة الأمم في مواجهة التحديات مشيدا بأهل السويس، قائلا: لا شك أنكم توافقونني الرأي أن لقاءنا هنا على هذه الأرض الطيبة أرض السويس له أكثر من دلالة ومعنى.. فالسويس هي أرض البطولة، الأرض التي تجسد معنى فداء الوطن وحمايته ونهضته، والتاريخ عادة يسجل للأماكن خصوصيتها وعبيرها؛ ولذلك فإن أرواح شهداء الوطن على أرض السويس في معارك النضال والشرف ترفرف علينا الآن، تحمل إلينا نسمات العزة والكرامة وتُوجب علينا استمرار هذه الروح الوطنية في كل معارك البناء التي نخوضها الآن في الجمهورية الجديدة التي يؤسس لها القادة بالعمل الدءوب والرؤية الصادقة والإخلاص الوطني.

 

واستكمل: يطيب لي ولرابطة الجامعات الإسلامية أن نتواجد في هذا الصرح الشامخ، جامعة السويس؛ لحضور هذا المؤتمر الدولي المهم، والذي تنبع أهميته من كونه يناقش موضوع “الوعي الديني للشباب في العصر الرقمي”، ولاشك أن الوعي يعد لغة الفهم والحفظ والإدراك، وهو أيضا بمعنى الحكمة ورفع المستوى الفكري وعدم الانقياد الأعمى، والشخص الواعي هو الكيس الفطن الذي يحمي فكره من التدمير والانحراف والتطرف؛ لأنه ذو شخصية سوية.

 

 

 

وأضاف أن الوعي الفكري يشكل أهمية قصوى ذات آثار إيجابية في بناء المجتمعات وتطورها، والإنسان الواعي يستطيع خدمة مجتمعه بكل اتزان عقلاني دون خروج عن آداب اللباقة أو اللياقة، ويكون ماهرًا في التخطيط وعدم التخبط، فالوعي أساس الشخصية القوية الذي يمنحنا القدرة على القيادة وتحقيق الأهداف المرجوة، كذلك يمنحنا القدرة على اتخاذ القرار المناسب والسليم والحكم الصحيح على الأشياء، والوعي المتقدم يجعل الإنسان راقيا وهادئا وقادرا على التركيز على الإيجابيات ومنع السلبيات، كما يجعله قادرا على احتواء الآخر حتى لو اتصف بالسلبية، وكل ذلك يؤدي إلى السعادة وراحة البال، فعلى الإنسان أن يطور وعيه وأن يزكي نفسه بمراقبة فكره وقيمه ومشاعره ليكون إيجابيا، هذه الإيجابية التي تتحقق في الفكر والقيم، فالإيجابي يرى لكل مشكلة حلا، والسلبي يرى في كل حل مشكلة؛ لأن الإنسان الواعي يحسن التقدير ويمتلك ميزانا دقيقا في فهم الواقع والتاريخ والأحداث، وقد حرك القرآن الكريم العقول واستحثها على مزيد من التدبر وإعمال الفكر، قال تعالى: “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ” سورة الذاريات – الآية 21، وقوله تعالى: ” قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ” سورة الأنعام – من الآية 11، وأيضا قوله تعالى: “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى” سورة الليل – الآيات من 1 – 4 ، وكذلك قوله تعالى: ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ” سورة الزمر – الآية 21، والآيات في ذلك كثيرة.

 

 

وشدد على أن التوعية مهمة للشباب ليرتقوا في تخطيطهم للمستقبل، ويمنحهم الشعور بالمسئولية الوطنية، فهم ركيزة المستقبل وعليهم تتقدم البلاد وتزدهر.

 

فلا تتقدم الدول دون وعي ويقظة وتخطيط سليم، ففي كتاب الله عزوجل ما يؤكد ذلك على لسان سيدنا يوسف –عليه السلام-، حيث قال الله تعالى: ” قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ” سورة يوسف – الآية 55، والحاكم المخلص المحب لوطنه ينادي بالوعي الصحيح داخل مجتمعه، وهو ما طلبه ونادى به فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي –رئيس جمهورية مصر العربية-، بخلاف الحاكم المستبد الذي ينادي باللاوعي؛ ليتحقق له استبداده وطغيانه.

ولا يخفى علينا أن ما يميز هذا العصر عن غيره، هو سرعة تبادل المعلومات فيه، إذ المعلومات اليوم تتجدَّد وتتبدل شهريا، بل أسبوعيا، بل يوميا، وهذا ما نلحظه اليوم، وهذه من سمات هذا العصر، وبسبب التوسع المعرفي والرقمي، فقد أصبحت كمية المعلومات تكبر وتتضاعف بسرعة قد فاقت التصور، وهذا ما يضعنا أمام تحد مهم، وهو المعلومات الواجب أن تصل إلى الشباب الذين هم عصب الأمة وحاضرها وكل المستقبل، وواجب علينا أن نوجه الشباب تجاه تلك المعلومات والتطور الذي لا يستطيع أن يستغني عنه أحد في حقل التربية والتعليم وفي غيرها.

 

كما يجب علينا النظر بعين الاعتبار في كمية المعلومات اللازمة في ظل هذا العصر الذي تتغير فيه المعرفة بصورة سريعة ودائمة، مما يشكل وعي الشباب ويضع له منهاج حياته.

 

إن العلوم الدراسية تُعد من أكثر المواد قدرة على غرس الإيمان بالله في نفوس الشباب؛ لتخلق وعيا داخل نفوسهم، وتعميق خشية الله لديهم، يقول الله تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” سورة فاطر من الآية 28؛ وذلك عن طريق توجيه أنظار الشباب إلى التبصر في دقة النظام الكوني في مختلف الظواهر، والانتظام الدقيق في مخلوقاته، وحتى يتأتى ذلك، لابد من إسناد تأليف كتب العلوم والعاملين في مجال التكنولوجيا إلى أشخاص مؤمنين صادقين حريصين على الشباب وبناء الوعي لديهم دينيا وسياسيا ومجتمعيا وغير ذلك.

وليقم هؤلاء باستثمار كل ظاهرة من ظواهر الكون والتوسع المعرفي، ومنها “الرقمنة”، في إظهار وبيان عظمة الخالق الذي أبدعها وصورها وسخرها للإنسان، والذي من واجبه شكر الله على هذه النعم ودوام عبادته والالتزام بأوامره، والانتهاء عما نهى عنه، فهو سبحانه لم يأمرنا إلا بما هو خير لنا، ولم ينهانا إلا عما فيه أذى لنا وللمجتمع الذي نعيش فيه، فهو الذي خلقنا ويعلم ما ينفعنا وما يضرنا، وقد أرشدنا إلى ذلك كلام الله في القرآن العظيم، مصدر الهداية ونور الطريق في حياتنا، وسنة الهادي –صلوات ربي وسلامه عليه-، قال تعالى: “أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ” سورة الملك – الآية 14.

 

إنني أرى أيها الأخوة الأفاضل أن قضية الوعي الديني لدى الشباب تفرض علينا، أن نعمل على تأكيد هويتنا العربية والإسلامية في نفوسهم من خلال مؤسساتنا التربوية والتعليمية المختلفة؛ وذلك بغرس قيمنا الإسلامية في مختلف المواد التعليمية، وبالتحديد مادة “التربية الإسلامية”، والعمل على إزالة التناقضات بين المناهج المختلفة، مما يؤدي إلى وحدة الغاية.

وأحب أن أؤكد على أهمية استخدام لغتنا العربية لدى الشباب وأهمية التركيز عليها؛ لأنها أصل في الوعي الديني للشباب خاصة في العصر الرقمي، حيث تحفظ عليهم هويتهم العربية وسلوكهم القويم.

 

ولابد أن نزرع في نفوس ووعي أبنائنا الشباب في هذا العصر، أن عقيدتنا وقيمنا لم يعتريها أي تغيير، وأن يدركوا أن أعداء الإسلام لا سبيل لهم علينا؛ إلا عن طريق التأثير على الشباب بالتشكيك في العقيدة حينا وفي الرسالة أحيانا، وبإثارة الشبه والمطاعن حول شريعة الله التي ارتضاها سبحانه لعباده، وبإثارة الفتن والنعرات المختلفة، والسعي إلى إيقاع الفرقة بين الشباب ومجتمعاتهم، حيث إن ذلك هو السبيل الأيسر والخفي لهم للسيطرة على هؤلاء الشباب والعبث بعقولهم، فلابد من التحصن بالوعي السليم والحكمة البالغة والفهم الصحيح استرشادا بالقيادة التعليمية والتربوية المخلصة لدينها ووطنها.

ويحضرني قول حافظ إبراهيم شاعر النيل موجهًا نداءً للشباب حيث قال:

فَـيـا أَيُّهـا النـاشِئونَ اِعمَلوا

عَـلى خَـيـرِ مِـصـرٍ وَكـونـوا يَـدا

سَـتُـظـهِـرُ فـيـكُـم ذَواتُ الغُـيوبِ

رِجــالاً تَــكــونُ لِمِــصـرَ الفِـدا

فَــيــالَيــتَ شِــعــرِيَ مَـن مِـنـكُـمُ

إِذا هِــيَ نــادَت يُــلَبّـي النِـدا

 

أيها الحضور الكريم: أنا لا أريد أن أطيل على حضراتكم، وإنما أحب أن أؤكد على أهمية هذا الموضوع الذي تتناولونه اليوم، حيث إلقاء الضوء على كيفية الحفاظ على الوعي الديني لدى شبابنا في العصر الرقمي، وهذه مسئوليتنا جميعا تجاه شبابنا وبلدنا والأمة الإسلامية والعربية قال تعالى:

” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”

 

أتمنى لكم جميعا التوفيق والسداد.

 

وأجدد شكري لكل القيادات الحاضرة معنا، وللعلماء والأساتذة والشباب والحضور.. خالص شكري وتقديري للجميع. وللقائمين على هذا المؤتمر إداريا وتنظيميا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى