الجنية


الكاتب. فايل المطاعني
3
بيني وبين الصمت، محبة من سنين
وأخاف أخون الصمت لا من تكلمت
بعض الحكي يوجع، ولو كان حرفين.
وش ينفعك لا من حكاية و تندمت.
(عبدالقيوم )
الوالد اراد يريح رأسه، من وجع الأبناء ، و الألسنة أصبحت ليل نهار تطارده، وتعرفون الناس عندما يجدوا قضية فالاكيد أنهم لن يتركوها تمر ، مرور الكرام ، لماذا تترك اطفال لوحدهم، ولماذا تمنع امهم من زيارة أطفالها،فلا يذهب إلى أصدقاء أو أقارب الا الألسنة تتحدث في أمر الأبناء و مصيرهم.
هنا الوالد فكر ماذا يفعل ؟
ولمعت فكرة برأسه، لماذا لا يتزوج ،ولكن من يرضي بأن يتزوج ،رجل لديه أبناء وبنات، فقال والدي:ليس الان ولكن اختار الحل الاسهل،
أتي بعامل اجنبي، أسمه عبدالقيوم ليهتم بأمرنا ، فكان
ينام معنا بالغرفة!
يطبخ لنا، ويغسل ملابسنا، و الرجل كان حنون جدا ، أكثر من والدي،وتضحك هنا الجنية وهي تتذكر ايام طفولتها وعبدالقيوم.
وكتبت بخط حاولت أن يكون مختلف عن الخط الذي تكتب به عادة وبلون احمر، فكتبت : والدي عبدالقيوم
سقطت دمعه كبيرة من عيناها وأغرقت الاوراق، التي أمامها ، واصبح المطر الاسود ، ينساب في كل اتجاه ولا تستطيع ان توقفه، فقد فتحت باب الذكريات، وكيف لها ان توقف الالم
وكيف لها تغلق ذكرياتها
… و الحنين الى ايام عبدالقيوم فتركت القلم وبكت
وهي تتذكر عبدالقيوم
الذي بلغها خبر وفاته قبل أيام قلائل، وبعد أن جفت دموعها. قالت :
الحمدلله على كل حال . هكذا استقبلت خبر موت والدها
عبد القيوم
عبدالقيوم كان أبي الحقيقي الذي، رباني، وأخذ الدور الذي يفتروض أن يأخذه والدي، دام ان والدي منع والدتي عنا، ولكن الرجال، آه من قهر الرجال .
كيف انسي بابا عبدالقيوم وحنانه ، مرة من المرات استيقظت أختي الصغرى من النوم خائفة مرعوبة تبكي
فذهب عبدالقيوم الله يرحمه سخن لها الحليب، واجلسها على ركبتيه حتى نامت، كان حنون جدا ، الله يرحمه ويغفر له.ويدخله الجنة.
بعد ما كبرت وصار عمري تسع سنوات،رفض عبدالقيوم أن ينام معنا ، كان يقول انت الان كبيرة، وصار ينام في الغرفة المجاورة، في هذه السن المبكرة تدربت على أمور الحياة، فصرت أهتم باخوتي لم اللعب مع رفيقاتي ، كنت اشاهد الفتيات الصغار يلعبن أمام بيوتهم الالعاب المختلفة ،ولكنى لا أستطيع أن اللعب معهم، فالكل كان يقول عني ، جنية ويهرب مني.وهذه الإشاعة أخذت طريقها إلى المدرسة،فكل مصداقتي اقرب الى الفصول منه إلى الصداقة الحقيقية.وكتبت بنفس الخط الاحمر
قدري أن أكون جنية في نظر المجتمع .
وأن اكون أم وأب وأخت في ذات الوقت، فهل احد يستطيع ان يتحمل كل هذا في سن التاسعة
فتح الوالد دكان ، فأخذ عبدالقيوم معه، فصار اعمال البيت كله على، من طبخ وتنظيف ، وتربية أخواني، لحد ما وصلت إلى المتوسطة ، قرر الوالد ان يتزوج.رحمة بي، مثلما قال لي
قرر الوالد ان يتزوج وسافر لاختيار زوجته،
اما والدتي المسكينة فهي تسمع اخبارنا من الناس ونحن بعد نسمع اخبارها من الناس
بعد ما تزوج الوالد، كانت الامور جيدة نوع ما، فزوجته كانت حنونة جدآ معنا ؛ لان الوالد قال لها بأن امي ميتة
وكانت تشتغل عني وتحثنى على المذاكرة وكانت تقولي، اهتمي بدراستك، فهي مستقبلك، وما حد راح ينفعك غيرها، ولكن بعد ما انجبت اختلف الوضع مائة وثمانون درجة، تركت أبنتها عندي وبعده ابنها لكي اعتني بهما بينما هي صارت تهتم بنفسها
وتذهب إلى الاسواق، والاعراس،في لا تخاف على أبنائها فهناك من يرعاهما وسكتت الجنية فجأة ثم قالت:
الحمدلله على كل حال.
يتبع.
القصة ضمن المجموعة القصصية لكتاب جريمة على شاطئ العشاق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى