رسالة من معرض الكتاب .. إلى صاحبة السراج

 

بقلم / محمد السكيني

قبل أن أصعد إلى منصة توقيع الكاتب في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 ، لتوقيع كتابي ” بوح القلم ” الذي وقعته قبل أيام هناك ، بفضل الله ومنه وكرمه ، لم يخطر في بالي أي بيت من أبيات الشعر ، ألا أبيات المتنبي ولو أن النساء كمن عرفنا ، لفضلت النساء على الرجالِ ، فما التأنيث لاسم الشمس عيب ، ولا التذكير فخر للهلالِ ، وبالمنصة والأبيات تذكرت المرأة التي أهديتها كتابي وحروفه ، جدتي لأمي صاحبة السراج آمنه محمديه.. السراج الذي بددت به ظلام الطرقات ، حتى نصل إلى العلم وتأمن به مستقبلا أرادته لنا ، هذه المرأة العظيمة التي رأيت أنه من عظيم البر ، أن أخلد اسمها في كتاب يقرأه كل الناس .، ومع ذلك أرى نفسي مقصراً في حقها ،، كما قال لي أحد الأصدقاء في مهاتفة ، بعد أن قرأ اهداء الكتاب ،، قال بالحرف الواحد واقسم ،،لو كتبت بدم قلبك ما أوفيتها ،، هو أقسم وأنا أجزم ، انه محق لأنه يعلم ماذا صنعت لي أنا وأخوتي ، فرغم ظروفها الصعبة والصعبة جداً ، أصرت على تدريسنا وتعليمنا ، وأجتهدت من أجل ذلك ، حتى أستطاعت أن تخرج ثلاثة من أبنائها ، في أكبر جامعتين في المملكة ، كاتب هذه الحروف وشقيقي وابن خالتنا الأصغر ، الذي تربى معنا في ذات البيت الصغير ، ، ما فعلته جدتي آمنه محمديه ، قد يعجز عنه عشرات الرجال ، حيث كانت مدرسة في كل شيء ،، كانت دائما تردد مقولتها الشهيرة ، “قلمك سيرفعك” ، وكانت الكلمات تمر علي مرور الكرام ، ولا أتمعن في معناها ، كنت أظنها لتحفيزي للمذاكرة والتحصيل فقط ، وجدتي تراها من زاويتها الواسعة ، رفعة مستقبليه ونجاح وتميز ، كانت تدرك أننا سنصلها بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ،، لم أستشعر وأعي قلمك سيرفعك ، ألا عندما رأيت اسمي مدونا ًعلى لوحة المنصة رقم 5 ، في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 ،،، أي شرف كان لي ، أي نجاح كان لي ، وأي منجز حققت ،، كنت عريساً في ثوب كاتب ، كنت بطلاً متوجا تحت إضاءات حرف مترف ،، كنت أنظر إلى الفرحة في أعين أهلي واصدقائي ، الذين حضروا لي هناك في الرياض ،، واحبتي الذين تابعوني عبر السناب شات ، في بلدتي الحالمة بحر أبو سكينة الواعدة ،، لم اعرف طعم النجاح الا تلك الليلة الرائعة ،، لم اتذوق الفرحة التي سرقت مني قسرا الا في الرياض ،، لن افسد المقال باشياء غير الفرحة ،،،، ولكني اقول ان الفرحة كانت ناقصة والاجواء كانت مكسورة ،، جبرها فرحة الاحباب ومباركة المحبين ومشاعرهم الفياضة ، التي غمرتني وهنأتني بانجازي العظيم ، الذي هو بلا شك ليس لي وحدي ، بل لكل أحبتي واصدقائي ،، للمكان الذي اسكن فيه ، للبيئة التعليمية التي اعمل تحت مظلتها ، ولكل من لي صلة به ،، أنا فخور بكلمة واحدة قيلت لي عندما عدت من الرياض ، سمعتها من الأعيان وكل مسؤول في مركز بحر أبو سكينة ، وفي المحافظة الام العامرة محايل عسير ،، قيل لي هذا الانجاز ليس لك وحدك هو لنا جميعا ً،، وانا أقول من كل اعماق قلبي هو لكم ، لاني أفتخر أن يكون باسم كل واحد منكم ،، ولأنكم تستحقونه وأكثر ، فقد أهديت كتابي لجدتي صاحبة السراج غفر الله لها ، وأمي حفظها الله ، وإليكم أنتم أحبتي الرائعين ، وفاء لكم ولمشاعركم البيضاء الصادقة ، فدمتم ودام نبض حبكم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى