عالم أرواح شاكر العقيد سر العائلة الملعونه

الفصل التاسع والأخير

بقلم  الحكواتي:سميرالشحيمي

يصل وائل إلى محطة القطار ويحضن شاكر بقوه وشاكر مندهش ويقول له: ماهذا الشوق يا وائل أعلم إنك رومنسي لهذه الدرجه
وائل : أيها المستهزء أنت أخي لقد أفتقدك كثيراً
شاكر: وأنا كذلك لقد افتقدتك؛ هيا بنا أريد أن أرتاح من عناء هذا السفر الطويل
ينطلقى إلى الشقه ويرحب به أبو وائل وأم وائل وسماح وأعدو طعام وتجمعوا على المائدة لتناول العشاء وفي غرفة نوم وائل شاكر يجلس على مقعد مقابل لسرير وائل ويقول له: أخبرني ماذا بك لقد لاحظت عليك كثير الشرود ونحن نتناول الطعام
وائل صامت ثم ينهض من سريره ويقف مقابل النافذة ويتنهد ويقول: لقد أحببتها وتعلق بها قلبي كثيراً وجدت فيها مواصفات شريكة حياتي ولكن للأسف لم تكتمل سعادتي
شاكر : هل هي فتاة تعرفت عليها هنا بالمدينة؟
وائل: نادين مدرسة لغة إنجليزية تصادفنا لأول مرة بالقطار عندما كنت قادما إلى هنا
شاكر: مالذي حدث بينكما!؟
وائل: إنني أحبها ولكن بعد الذي رأيته فالإرتباط بها مستحيل ثم ألتفت إلى شاكر وأكمل حديثه: شاكر أريدك أن تساعدني بالخروج من هذا المأزق فأنت أعلم أكثر مني بلأشباح وقصصهم
شاكر: تمهل قليلاً هل نادين شبح؟
وائل: لا بل عائلتها جميعهم أشباح وجوه بائسه وأجساد بارده كالثلج وأعينهم عندما تنظر إليك لا حياة بها… أحس إن رأسي سينفجر إنني.. إنني أقرب إلى أن أجن
شاكر ينهض ويمسك بكتف وائل ويقول : إهدء يا وائل سوف أجد حل لهذه المسأله لكن هدء من روعك
وائل : كيف أهدء من روعي وأنا أحس إنني مراقب لحضات أتخيل إنهم معي بهذه الغرفه وأحياناً يقفون خارج هذه النافذة ينتظرون الفرصه للهجوم علي وتلك القطة البيضاء تظهر فجأه وتختفي فجأه تسبب لي الأرق عندما تنظر إلي من هذه النافذة ثم تختفي
شاكر : لحضه لحضه قلت قطه بيضاء ناصعة البياض!!؟
وائل : نعم هل رأيتها؟
شاكر : نعم رأيتها وفي أول يوم عند بنايتي بالعاصمة ؛ عندما كنت قادما إلى هنا بالقطار رأيتها أيضاً
وائل: يتملكني رعب شديد من هذا الأمر ولا أعلم مالعمل ساعدني يا شاكر
شاكر: أنا أتيت هنا لكي أساعدك؛ قرأت كتب عن القطط وماذا ترمز بألوانها عندما تظهر للأشخاص أكثر من مره القطة البيضاء هي علامة على وقوع الشخص الذي رأها في مشكلات متعددة في المستقبل أو مشكلة يعاني منها بالفعل في الوقت الحالي
وائل: هذا يعني أنني في مأزق يا إلهي مالعمل؟
شاكر: لا تقلق… عندها إنطفأت الكهرباء بالشقة وأصبح الظلام دامس قال وائل: لابد وأن في خلل ما بالكهرباء سأذهب لأتفقد المفاتيح؛ خرج وائل من غرفته وتوجه إلى صندوق المفاتيح الكهربائيه يتفحصها كلها سليمه فقال : لابد وأن الخلل بالمفاتيح الكهربائيه بالبناية كامله طلب من أبوه أن ينتظره سوف يذهب ليتفقد المفاتيح عند باب البنايه فتح باب شقته الظلام دامس ينادي وائل على العم مصطفى ولكن لا جواب فنزل وائل من الدرج إلى مخرج البنايه صندوق المفاتيح الكهربائيه خلف باب البنايه يفتح الصندوق فوجد الفتاح الرئيسي مغلق ففتحه فأنارت شقته والبنايه بأكملها فرجع وائل إلى شقته وعند وصوله لآخر درج المؤدي إلى شقته رأي أبوه وهو يخرج من الشقه ويتجه إلى أعلى البنايه فيناديه وائل: أبي أبي إلى أين أنت ذاهب لكن لا يجيبه ولا يلتفت إليه فتبعه وائل فتح الأب باب سطح البنايه وتبعه وائل وأقترب منه فمد يده على كتف أبيه يستوقفه فلتفت إليه وأنصدم وائل مما رأه وربط لسانه وتسمر مكانه لم يكن الرجل ليس أبوه بل كان جعفر
وفي الشقة وتحديدا في غرفة وائل وشاكر يقلب رسائل هاتفه ثم قال في نفسه:أين وائل لقد تأخر الكهرباء قد عادت
فنهض من مقعده واتجه إلى النافذة فوجد القطة البيضاء تقف متسمره تنظر إلى البنايه فقال شاكر : مالذي تفعله هنا هذه القطة ولماذا تطيل النظر إلي!!؟
أطال النظر إليها وقال: هيه لا تنظر إلي بل تنظر إلى الأعلى ماذا هناك؟
فصرخ داخل عقله وائل فخرج مسرعا من الشقة واتجه إلى سطح البنايه وعندما وصل تفاجئ بالذي رأه فلقد كان وائل يقف على حافة السطح وخلفه جعفر وينظر إلى أسفل صرخ عليه شاكر : وائل مالذي تفعله لا تفعلها يا وائل
جعفر ينظر إلى شاكر ويدفع وائل من حافة السطح فسقط وائل وأرتطم بالأرض فصرخ شاكر وأختفى جعفر من أمامه كالبخار
فرأى أسفل فوجد وائل ممدد على الأرض والدم يسيل منه بغزاره فتوجه شاكر مسرعا يجري من أعلى البنايه إلى الاسفل وخرج فرأى وائل ممدد على الأرض والقطة البيضاء تقف عند رأس وائل يخرج من عينيها شعاع أبيض وتفتح فمها الصغير ويخرج منه دخان خفيف وتوجه شاكر إلى وائل فختفت القطة البيضاء أمسك برأس وائل وعينه تدمع بعدها خرج الجميع ليرو مالذي سقط من فوق البنايه وخرجت عائلة وائل وهم منصدمين وبدء الصراخ
وقف شاكر وهو ينظر إلى وائل جثه هامده وحواليه أهله يبكون فجأه أغمض عينيه ورأى مزرعه وحواليها وحوش كاسره والرجل الذي دفع وائل يقف وسط هذه الوحوش ففتح عينيه فرأى عم مصطفى فتوجه إليه فقال له: هل تعرف أين تقع مزرعة عائلة نادين؟
عم مصطفى ينظر إليه وهو يرتجف وقال:نعم لكن مالذي تريده منهم هل هم من تسبب بذلك للأستاذ وائل؟
شاكر : أريد أن أذهب إليهم الآن دلني على الطريق
عم مصطفى :خارج المدينه لابد وأن تستقل سيارة أجرة
تحرك شاكر وأشار على سيارة أجرة وانطلق إلى المزرعه
في المزرعه نادين بالمطبخ تعد الشاي وتسمع صوت شجار يعلوا بين أبيها وعمها جعفر خرجت مسرعه من المطبخ لترا ماذا هناك
أبو نادين : لقد قلت لك أن لا تتحامق وتفعل أي شيء
جعفر : لكن يا أخي
يقاطعه أبو نادين غاضبا: من دون لكن منذ متى ونحن نقتل الناس منذ متى؟؟
نادين : من الذي مات؟
جعفر يصمت ولم ينطق تقترب منه نادين : أخبرني ياعمي من الذي مات؟
جعفر: وائل
نادين تقع بأقرب مقعد وهي مصدومه : مالذي فعلته ياعمي مالذي فعلته
جعفر يقترب منها: يا أبنة أخي لم أتحمل رؤيتك وأنتي حزينه بسبب إبتعاده عنك
نادين : أنا لم اشتكي لك أنا لم أشتكي لكم جميعاً أنا سأبقى أنا لن يتغير من حالي شيئاً
يصرخ جعفر : وهذا الذي يؤلمني أنتي وأخيك وكل أفراد العائلة ليس بيدنا شيء نفعله اللعنه ترافقنا منذ فيروز باشا إلى الآن كلنا نعاني ولم نذق الراحه أبدآ لكن أنتي وجدت شخص أحببتيه بقلبك الدافئ ونصبح نحن السبب بإبتعاده عنك لذلك ذهبت لأحضره إليك برضاه أو غصباً عنه
نادين تدفن وجهها بين راحتي يديها وتبكي
وصل سائق سيارة الأجرة إلى المزرعه ونزل منها شاكر مسرعا وعند باب المزرعه خرج له الكلب الشرس من بين الأشجار توقف شاكر وهو ينظر للكلب ويفكر بالجري لكن ظهر شبح الفتاة ذات الرداء الأبيض وتقترب من الكلب وتراجع للخلف وكأنه يخاف منها وواصل شاكر المشي إلى أن وصل إلى باب منزل عائلة نادين وقبل أن يدق الباب فتح الباب من تلقاء نفسه فدخل إلى المنزل ووجد أبو نادين يدخن الشيشه وجعفر يجلس بالمقابل منه فقال أبو نادين : اهلا وسهلا بالضيف العزيز أهلا بك يا شاكر العقيد
شاكر : وكيف تعرف أسمي؟
أبو نادين : لا يخفى علينا شيء
شاكر: نعم صحيح الأرواح وتواجدها بكل مكان
أبونادين: كنت أنت أحد الحلول التي كنت أريد التواصل معها لكي تخلصنا من اللعنه التي ألمت بعائلتنا منذ 100 عام ولكن هذا الشيء أكبر منك
شاكر: إن اللعنه عندما تصيب أحد ما لاتفارقه خصوصاً عند الأخلال بشرط من الشروط المتفق عليها
أبو نادين : نعم أعلم ذلك
شاكر يلتفت إلى جعفر بغضب ويقول : أنت الذي قتلت أخي وصديقي وائل
جعفر: أنا آسف ولكن ما حدث قد حدث ولن يعود شيء كسابق عهده
شاكر: هل أنت راضي عن الذي حدث لقد حرمت الرجل من شبابه ومن عائلته وأحبابه
جعفر يريد أن يتحدث ولكن أبو نادين يشير له أن يصمت ثم نهض أبو نادين من كرسيه الهزاز وقال له: أتبعني يا شاكر العقيد أريد أن أريك شيئآ
فتحرك أبو نادين بتجاه الدرج وبجانب الدرج ممر يوصل إلى باب آخر مر من خلاله أبو نادين وفتح الباب شاكر يؤدي إلى خارج المنزل من الخلف ووقف أبو نادين ووقف بجانبه شاكر وقال له : ماذا ترا أمامك يا شاكر العقيد؟
شاكر : ينظر أمامه وحواليه فقال: أرض قاحله وبيوت من طين كأنها قرية قديمه
أبو نادين: إنها قرية فيروز باشا أصبحت مدينة لأبنائه وأحفاده وأحفاد أحفاده قرية موتى
شاكر : فيروز باشا الذي أخلف وعده مع المشعوذ بعد أن عالج زوجته من ثم قتله فيروز باشا ليتخلص منه ومن تنفيذ طلب المشعوذ وحلت عليه لعنة المشعوذ
أبو نادين : أراك تعرف قصة جدي الأكبر بحذافيرها
شاكر : إنها تروى علينا منذ قديم الزمان على إنها خرافات ولكن الخرافات لابد وأن تكون جزء منها حقيقه
أبو نادين : صدقت يا شاكر العقيد
ثم خرج من القرية المتهالكة أشباح ساكنيها من رجال ونساء وأطفال كلهم يتجهون إلى مكان وقوف أبو نادين وشاكر وخرجت من بينهم قطه بيضاء
ووقفت أمام أبونادين فقال شاكر: وماقصة هذه القطه البيضاء؟
أبونادين :إنها قطة عبد الجبار أبن فيروز باشا الذي ذهب لأعلى تل الصنوبر ليبحث عن حل ليذهب عنا هذه اللعنه ولكنه عاد مع هذه القطة البيضاء من نسل القطط الفرعونيه تساعد الموتى حديثاً أن يحتفظو بأجسادهم البشريه لكي لا تتحلل وأن لا تهرم مع مرور الوقت إنها تحمل في داخلها سحر لا نعلم عنه شيئاً
شاكر : لقد رأيتها وهيه تقف عند رأس وائل ويخرج من عينيها ضوء أبيض ومن فمها أيضآ
صوت طرق باب المنزل الرئيسي فقال له أبونادين تعال لتعرف الجواب بنفسك فدخلوا إلى المنزل وتوجهوا إلى الصاله فطرق الباب مرة أخرى خرجت نادين ببطئ من الغرفه المجاوره فقال لها أبوها: لا بأس يا إبنتي إفتحي الباب
تنظر نادين لأبيها والبقيه ثم توجهت للباب ترددت بفتح الباب ثم مدت يدها إلى مقبض الباب وفتحته كان وائل يقف عند الباب يقف بكل خجل ومبتسما فقال: كيف حالك يا نادين هل تقبلوني معكم لم أعرف أين أذهب فما وجدت نفسي إلا وأنا أقف أمام مزرعتكم
نادين تدمع عينها وتبتسم :نعم أنت جزء منا الآن لن نتخلى عنك أبدآ فمدت يدها إليه وأمسكت بيده البارده كالثلج وأدخلته إلى المنزل ينظر وائل على الجميع ووقعت عينه على جعفر الذي إقترب منه وقال : أنا آسف حقآ عندما رفضت الإستماع إلي
وائل: لا بأس أنا هنا الآن
وينظر إلى شاكر مبتسما ويقول له شاكر :أنا آسف ياصديقي لم أستطع إنقاذك بالوقت المناسب
وائل: أنت صديق وأخ لا يعوض سوف أفتقدك كثيرآ يا شاكر العقيد عندي طلب أخير
شاكر:تفضل ماهوه؟
وائل: أريدك أن تعتني بعائلتي جيدآ فإن غيابي سيسبب لهم صدمة خصوصاً أمي
شاكر: لا تقلق ياصديقي سأكون بجانبهم دائماً
فيبتسم وائل وينظر إلى أبو نادين الذي قال له: اهلا بك يا وائل بين أحبابك وأهلك تفضل
فتأخذه نادين معها إلى آخر الصاله ويجلسان مع بعضهما مقابل النافذة؛ إستأذن شاكر من أبو نادين: أنا سأذهب الآن لقد إنتهى كل شيء
أبونادين: كنت أتمنى أن نلتقي بظروف أفضل من هذه
شاكر : لا بأس هذه هي الأقدار إلى اللقاء فخرج من الباب ثم ناداه أبونادين : كلمة أخيره يا شاكر العقيد
شاكر : ماهيه؟
أبونادين : إبحث عن سر شبح الفتاة ذات الرداء الأبيض فإنها تائهه وحان الوقت لكي تذهب لمكانها الطبيعي
نظر إليه شاكر وهز رأسه فأدار ظهره ورحل.

سمير الشحيمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى