” الشكنك كام والصحاح نام “!!

بقلم العميد الدكتور عبدالكريم الوزان

د. عبد الكريم الوزان
د. عبد الكريم الوزان

” الشكنك كام والصحاح نام “!!
من الأمثال الشعبية العراقية النادرة الاستخدام :
شكنك : أجزاء الطابوق ( كِسر الطابوق ) وهي فارسية الأصل
كام : قام أو نهض وبرز أو اشتهر
الصحاح : الطبيعي أو المتكامل وهنا يقصد طابوقة غير مجزأة أو مهشمة .
ومعنى المثل إن كبار القوم في المكانة أو العلم أو المال خذلتهم الدنيا وأصبحوا في أسوء حال ، بينما الحثالى والمحتالون واللصوص والجهلة حلوا بدلهم . بمعنى ارتفع الثرى ليحل بدل الثريا قسرا ، وباللهجة العراقية ( صارت للمايسوة ، واليسوة صار تحت الرجلين )!!.
وبلادنا اليوم تعج بـ ( الشكنك) الذي ( كام) وشاخ بالاكراه ، في حين أن علية القوم في دورهم خامدون ، أو خائفون ، أو عاطلون ، او هاربون ، او مهجرون ، وماتبقى منهم أغلبية صامة.
اليوم لاشغل لنا سوى إلهائنا بـ : استقبل حسون حنون حيث جرى بحث موضوع البزون واقبض من دبش ، تحقيق مكاسب للشعب وأواعدك بالوعد وأزكيك ياكمون ، سقطت صواريخ كاتيوشا ، أطلقت صفارات الانذار ، قُصفت الخضراء ، قُطعت الجسور ، سُدت الشوارع ، رُفعت الحواجز الكونكريتية (الصبات)، أعيدت الحواجز الكونكريتية ، خرجت التظاهرات ، عاد المتظاهرون لدورهم ، استشهد عدد من الشباب ، قُطع الانترنت ، قُطع التيار الكهربائي ، أدخلت المخدرات ، فرهود .حرمنة ، ملفات فساد ، ملفات كساد ، اختلاس ، احتباس ، احتجاج ، ارتجاج ،عجاج، نزاهة ، سفاهة ، تفاهة ، وزارة المالية تبحث اسباب ضياع ترليون دينار عراقي من حسابات مصرف الرافدين !!!!!!!!، تخريب ، تسريب ، وهم ، هدر ، جدر ، قبغ ، انهيار ، نضبت الأنهار ، جفت الأهوار، التصحر والجفاف على الأبواب ، ذئاب ،ثعابين ، انعدام اللقاحات ، اعتقال نشطاء ، قصفت مناطق آمنة ، تدخل سافر بشؤون العراق( على اساس مايعرفون)!! ، مرضى العراق يترددون للهند وكردستان ،أجرى عملية وسرقت (قلاقيله) ، التعليم في العراق خارج مؤشر دافوس العالمي لجودة التعليم ، أي خارج تصنيف مستوى الجودة ، فنقول لمن أوصلنا لهذا الانحدار ( هلهليلة هلهليلة شايل ال…….بشليلة) ، وفلان ذيل ، وعلان ولائي ، وهذا لوكي ، وغيره صكاك ، وذاك جاحد، حالات الطلاق بالجملة ، عطالة ، بطالة ، فضائيين ، مثلية ، سيبندية ، سختجية ، وسبحان الله حتى الغبار اجتاحنا ولم نألف ذلك من قبل .
أما التجهيل المؤدلج فحدث ولاحرج ، تصوروا نحن قد ولجنا الألفية الثالثة وانهمكنا بالتحول الرقمي ، ومع ذلك تجد أن هذا يتضرع للخروف لينال مراده ، وآخر للسخان ، ومنهم الى النخلة ، وبعضهم الى جرار زراعي ، وحتى عمود كهرباء (الله يصعقهم ) ، وغيرهم يقلد الكلاب ويزحف على ركبتيه ، وقد خلقهم الله في أحسن تقويم وفضلهم على الخلق أجمعين ، والدين منهم براء ، وهكذا بتنا ( كالشكنك ) ، والسبب واضح هو ان (الشكنك كام والصحاح نام)!!.
يقينا يابن آدم سيجتمع عند الله الخصوم ، وخصوم ( الشكنك ) هم التأريخ والشعب والشهداء والثقافة والكرامة والمصداقية والعزة ، ولابد ( للصحاح ) أن ينفروا قريبا خفافا وثقالا ، وسيضحون بالغالي والنفيس من أجل إعادة الأمور الى نصابها الطبيعي لأنهم ظلموا ..وفي الظلم قال سيد البلغاء عليه السلام :
لاتظلمن اذا ما كنت مقتدرا
فالظلم مرتعة يفضي الى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لاتنم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى