تحليل قصيدة “رباية لجيال ” للشاعر الجزائري يوسف كرعي

شعر شعبي جزائري

بقلم الاستاذة : فاطمة مسعود جبارة

النص من الشعر الشعبي الجزائري للشاعر يوسف كرعي تحت عنوان “رباية لجيال”
فالعنوان بحد ذاته كناية عن موصوف يقصد به “المرأة التي تربي الأبناء لتصنع جيلا بحسن تربيتها وهي السر المكمون في ذلك .
لنحط رحال التغلغل في ثنايا الأبيات كاشفين عن انعكاس العنوان على محتوى النص الشعري اذا وفقنا في ذلك ..
يستهل الشاعر أبياته بالنصح والإرشاد للرجل بصفة عامة محددا الشاعر خاصة يذكره بواجبه نحو الزوجة محضية البيت الشرعية في قوله :
“” حق الشاعر غير بمرتو يتغزل “” و اجتنابه انواع العلاقات الاخرى فقال: “”و يخطيه من حكايات تبجال وحديث معكل “”
معددا خصال ربة البيت في شكل مقارنة بينها وبين باقي العشيقات العابرات في ابهى صور البيان المختلفة من استعارات وتشبيهات وصور شعرية يقوي بها المعنى لذهن المتلقي مثل قوله :
“” ذوك اللي يقارنو التيس بجدي غزال “” مستعملا التشبيه البيلغ بوصف ربة البيت بالغزال في جماله والاخريات بالتيس مواصلا مناضرته بالصفات الحميدة عن أم البنين وصفات الذم المنبوذة واصفا بها غيرها .فقال:
“” يخلطو الشهدة بالحنظل “” (الشهدة الزوجة)(الحنضل العابرات)’
ليتم باقي أبيات القصيدة في مدح سيدة البيت محببا الزوج في زوجته شاكرا تفانيها مستذكرا خصالها وواجباتها في الحفاظ على أسرتها بلوم الرجل كيف ينساها ؟ ويجري خلف ساقطات لا فائدة منهن دينا ودنيا فيصفها في صورة شعرية قوية تزيد المعنى رونقا ووضوعا وجودة سبك وقوة في التعبير فقال:
“” نسى لبة للي تعاوض بيت المال “”
باعتبارها عنوان الخير والرزق كلبؤة الأسد في الشجاعة وصون البيت .
عفة وطهارة ولباس مفصل
تتستر على العامة وتزيد حيال
محضية في بيتها همة وعقل
أبيات دالة على حياء المرأة العفيفة الطاهرة ذات الستر وحشمة أصيلة في بيت زوجها.
مبرزا اعمالها اليومية دون ملل او كلل منها وكذا الدور الفعال الذي تلعبه نحو الأسرة في حضور الرجل وفي غيابه مطمئنا نحوها معتمدا عليها نيابة عنه .يقول:
“” أم ولاد وصاينا حروك المنزل …
تحرس عرضو بين حط وترحال “”
“” هو سائح في بلادو متجول … تحضي دارها وتلم عيال “”
هكذا هي المرأة الصالحة في تحملها وصبرها واهتمامها بكل شؤون بيتها
أما الأبيات الأخيرة فيخصصها الشاعر للرجل بنصائح قيمة يوصيه بصيانة عرضه وحرمه وبالعقلانية في تصرفاته وافكاره قبل تنفيذها والسير على خطاها بما فيها حسن اختيار الزوجة الصالحة كونها سر نجاح البيت وبذرة منتجة للأجيال .
النص رسالة إنسانية راقية تمس الروابط الاجتماعية وسلوكيات المجتمع وما يشهده في الآونة الأخيرة
يكرم فيه الشاعر المرأة الأم الزوجة التي تربي ويكون بفضلها جيلا ثمرة تربيتها كما لها دور أساسي في بناء الأسر والمجتمعات .
النص وليد الظواهر الاجتماعية يعكس بيئة الشاعر وما دفعه لنظم أبياته في طياتهاحملة توعية محسوسة لما يشهده المجتمع من غياب الوعي والحياء والعلاقات المحرمة السائدة .
لذا يمكننا اعتبار النص رسالة هادفة يوجهها شاعرنا للرجل وكذا الشباب المقبل على الزواج في حسن اختيار شريكة الحياة لأنهاكما قال “رباية لجيال”.
لينحت لنا بقلمه لوحة شعرية مزخرفة بالصور الشعرية والوان البيان بين ايدي القارئ ليتمعن في معانيها مفسرا بوحه عسى أن يتم العمل بمحتواها ونصائحه لتحسين سلوكيات المجتمعات . و تقدير الحياة الزوجية الناجحة .

اليكم القصيدة رباية لجيال

حق الشاعـــر غيــــر بمرتـو يتغزل
ويخليه مــــــن رناكــة و التبجال
يخطيه من الزيف وحديث المكعل
ذوك الي يقارنو التيس بجدي غزال
ذوك الي يخلطو الشهدة بالحنظــل
ماهــــم لا بلفائــــدة لا رأس المال
صيفة ثعلـــب دارها رانــــڨ لجدل
ونسى لبة الي تعاوض بيـــت المال
عفة وطهــــارة ولبـــــــاس مفصل
تتستر على العامــة وتزيـــــد حيال
محضيـــة في بيتهــــا همة وعقل
ماتتســــــوڨ ماتســــاوملـــو دلال
ام ولاد وصاينـــا حـــروك المنزل
تحرس عرضو بين حطو وترحال
هـــو سائـــح فــــي بلادو يتجول
وهى تحضي دارهـــا وتلــم عيال
ماني ضـــــد الحــب ثبـــت وتمهل
لاتغلط وتقـول هـــذا الشاعــر قال
هو بذرة فـــي قلـــوب الناس الكل
وقسمناهـــا بيــــن عقــال و جهال
صون العرض وكون عاقل ياراجل
وتمهل في مشيتك وخطي لوحال
رآها الدنيا سوقها فيســـاع يرحل
ويسعى فيها غي فطين وولد حلال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى