الضحية ….. والكنز ..

كانت هناء طفلة بريئة تداعب ضفائرها نسائم الهواء .. تجرى تلعب … وتقفز هنا وهناك مع قريناتها الأبرياء … ولكن أطماع الناس وآمالهم فى الثراء السريع لا تترك برئ ولا ذوى الفطرة الصافية … كان هناك مجموعة تحلم بالكنز والثراء السريع لا يمنعها ضمير ولا يردها عيب ولا حرام … ودجال باع دينه ودنياه بثمن بخس … الشيخ كعموش الذى إتفق مع سيد الجمل وعمران والطالح … وهم من شباب البلد إلا عمران من قرية مجاورة تسمى بخنسة …

 

قد اتفق الجميع على الحفر أسفل بيت عم سيد الجمل والدخول من تحت الارض لإخراج الكنز الذى يؤكد الشيخ كعبوش على وجوده …. واشترط الدجال على وجود دم شرف طفلة تحت العشرة سنين … إستطاع الطالح وقد سمى بهذا الإسم لانه أخذ غضب والديه قبل غرقهما فى البحر فى الفلوكة أن يخدع الطفلة بالحلوى ويختطفها ويخدرها ويحضرها إلى مكان الكنز المزعوم … وقد أعد الدجال المكان وافترش على الأرض ملاءة سرير بيضاء ومازالت الطفلة تحت تأثير المخدر …. فقام الطالح بافقادها عذريتها ورغم كونها تحت تأثير المخدر إلا إنها تململت وتادأمت كثيرا … لكن غاضب والديه لم يتحرك له ساكن ولم تأخذه شفقة ولا رحمة فأكمل مهمته وأخذ الضحية وألقاها شبه جثة فى مكان لا يبعد عن بيت أهلها بعد أن حاول أن حاول تنظيفها واخفاء الأدلة … ورغم ذلك لم ينجح الشيخ كعبوش فى إخراج الكنز …

ومرت سنوات وأكمل الجمل عامه الاربعين تعرف على دجال جديد يسمى الشيخ طاهر وهو لا شيخ ولا طاهر وقد وعدهم بإخراج الكنز بشرط إحضار بخور من مكان معين بجوار الحسين وثمنه عشرون ألف جنيه .. وقد تم وقد زادت الشركة فدخل معهم معوض العوامى … لقدرته على الدعم المالى ومعرفته لتجار الأثار حيث أن جذوره من كرنك الأقصر … وحضر الجميع وأخرجوا المستأجرة من البيت بحجة إخراج جن قديم يسكن فيه وقد حدث ….

وبدأت المراسم بإحراق البخور بعد حفر بسيط .. وبدأ الشيخ فى تلاوة بعض الطلاسم وبدأ دخان كثيف يخرج من الأرض حتى إشتعلت نار من الأرض وبعد انطفائها … خرج الدخان مرة أخرى … وظهر شي أصفر ولكنه رماد … قلبوا فيه بأيديهم حتى وجدوا تمثال ذهبى … فاخذوه وقاموا بردم الحفرة مرة أخرى … لكن العين التى لم تغمض عين المستأجرة التى تقيم فى المنزل منذ سنوات ولم ترى جن ولا إنس ….
وباتت تسترق النظر من ثقب بالباب … رأت التمثال الذهبى
وصدقت ظنها …

باع الأصدقاء للدكتور التمثال وقد خيرهم بين ثلاثين مليون دولار أو خمسين مليون جنيه مصرى … قبل الأصدقاء الصفقة بالدولار وأخذوا المال وخبيوه فى مصنع ألباستر لسيد الجمل وقد حفروا غرفة تحته لها سلم ولكن غطوها بغطى عبارة عن سقف خرسانى بعد أن أخذ كل منهم مائة ألف دولار يسير بها حاله متفقين على الحيطة والحذر
ولم يبالي أحد بالضحية البائسة والطفلة المحطمة
انتظروا غدا الجزء الثانى
طارق موسى الحمامصى
٠١٠٠٣٦٥٣٢٣١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى