أرضُ الكِنَانة وَأُمُّ الدُنِيا

https://vt.tiktok.com/ZSR5ucv2Y/

YouTube player

أرضُ الكِنَانة
وَأُمُّ الدُنِيا
…………

إدخُلوهَا بأمانٍ تِلكَ مِصرٌ
ذَآكَ قولُ اللَّهِ تَبيانا وذِكرىٰ

آيةُ الرَحمٰن في قُولٍ كَريمٍ
خَصَّها بِالإسمِ إجلآلاً وقَدرَا

جَنةٌ قَد فَاقتِ الأرجَاءَ حُسناً
حَوتِ المَكنُونَ يَاقُوتاً ودُرَا

فَبِها النِيلُ الَّذي أهَدآهُ رَبي
ومِن الفِردوسِ ذَآكَ النَّهرُ أجَرىٰ

وبِها مَا تَشتهِي نَفسٌ وعَينٌ
فَاضَتِ الأفيَاءُ والأرجَاءُ سِحرَا

رُوُّضُهاَ الغنَّاء تَسبي كُل عَقلٍ
ونَسيمُ النِيلِ كَم أنعَشَ صَدرَا

تَجِد المُتعَةَ والسَّلوةَ فِيهَا
ومِن الخِيرآتِ مَا قَد فَاقَ حَصرَا

إن سَألتَ الحُسنَ عِن مَأوآهُ يوماً
صَاحَ مِصراً ثُم مِصراً ثُم مِصرَا

إن لِلمُلتَاعِ فِيهَا نَهر حُبٍ
غَآية المَكسورِ يلقیٰ فِيه جَبرَا

هََو للأروآحَ والأبدَآنِ غُسلٌ
هَو للعُبَّادِ وِردٌّ فَآضَ طَهرَا

كَم عَلىٰ شُطآنهِ الأحَبابَ طَافُوا
وشَذا أنَسَآمِهِ أطَفأّ جَمرَا

وبِها غِيدٌ حِسانٌ إن تَبدَّت
تَأخُذ الألبَابَ والأروأحَ أسَرىٰ

كَم بِظبي النِيلِ مَفتُونٍ تَغنىٰ
وعَلىٰ الإيقَاعِ هَزَّ الظَبيُ خَصرَا

كَم لِذآكَ الظَّبي قَد عَنَّت نُفوسٌ
ومُحِبٍ مُغرمٍ قَد قَالَ شِعرَا

فَأشَهدِ الحُسنَ وغَازِل قَاهِرتهَا
أيُّ وفيِوماً وفُسطَاطاً وشُّبرَا

وتَجُول في رُبى أرضٍ تسَآمىٰ
رُوضُهَا الفُوآحَ أزَهاراً وعِطرَا

ثُمَّ عرّج أيُها المُختَالَ فِيهَا
نَحوَّ أطَلالٍ حَوت عِزّاً وفَخرَا

قَلعةُ النَاصِر صَلآح الدَّينِ زُّرهَا
وأرتَشِف مِنهَا إباءً أيُّ ونصَرا

وكَذا الأزهرُ للعِلمِ منَآرٌ
مَنهلٌ عَذبٌ لِفكرِ الحَق أثرىٰ

قَد سَرت أنوآرهُ شَرقاً وغَرباً
وهوَ للطُلآبِ مِعرآجٌ ومسَّرىٰ

وعَلىٰ أريَآفُهَا حَلِِّق فَفَيهَا
مَايُحيلُ العيِنَ والألبَابَ سَكرىٰ

سَترىٰ الأسَرآرَ فِيها نَاطِقاتٍ
ورسُوماً تَرجَّمت مَآضٍ ودَهرَا

عَبر أثَارٍ حَوت مِن كُل فَنٍ
وعَلومٍ حيَّرت عَقلاً وفِكرَا

طُفّ عَلىٰ أرضِ الِكنَانة يَافؤآدي
سَترى الأحَدآث والتَارِيخ يُقرَّا

عَبرَ أحقَابٍ وأزمآنٍ تُوآلت
لم يعُد مِنهَا سِوىٰ الأطلالَ ذِكرىٰ

قِف عَلىٰ تَآريخ عَزمٍ وكِفاحٍ
وتَأمّل جَلداً فِيهِم وصَبرَا

بُغيةَ السَّآئحِ في الجِيزةِ دَوماً
فَأبو الهَولِّ حَوىّٰ لغُزاً وسِرَا

وبِهَا الأهَرآمُ تَحكي عَن صَمودٍ
كِيفَ للإنسَانِ فِيهَا شقَّ صَخَرا

وبِها أسَرآرَ شَعبٍ ومُلوكٍ
دُرَرَاً تَحَوي ويَآقوتاً وتِبرَا

بِتوآبيتٍ حَوت خَطاً ونَقشَاً
ورمُوزاً شُكِّلَت بِالقطر أمَّرا

كِم بِها مِن أُمةٍ سَآدت وبَآدت
كَم أشَادوا معَبداً فِيها وقَبرَا

كَم أشَادُوا مِن قِلآعٍ وحَصُونٍ
وحَضَارآتٍ بَنوّا دِيِّراً وقَصرَا

زُرّ أبو سُنبُل و زُرّ خَآنَ الخَليِلي
زُرّ أبِيدوسٍ وشَآهِد دَآرَ أوبرَا

وكَذا سينَا بِها وعَدٌ لِموسىٰ
خَصُّهُ الرَحمٰن إذ أوصَآهُ عَشرَا

أخذَّ الألوآحَ فِيهَا كُل شِيئٍ
فِيها للأقوام ترغيبا وزجرا

جَبلُ الطَّورِ بِهَا قَد شِّعَ نُورَا
إذ تلقَىّٰ مِن إله العَرشِ بُشرىٰ

وعَلىٰ صَحَرآئها البِيضَاءَ عَرِج
لآ يُضَاهيَ لونُها الأخآذَ صَحَرا

وكَذا وآحَتُها الغَنَّاءَ سِيوة
مِن بِها الأرجَاءَ والأنحَاءِ خَضرَا

أبدّعَ الخَلآقَ في صُنعٍ ربَآهَا
جلَّ مَن صُّور ومَن للنِيلِ أبرىٰ

كَم عِيونٍ بِدموعٍ ودَعَتهَا
ونُفوسٍ فَآرقَت لم تقضِّ وطَرا

تَبكي أرضٌ بِالكنَانة قَد تَسمَّت
حَوتِ الألقابَ والأسَمآءَ طُرّا

هَي تَا مَآري وإيجِبتَ وكِمتٌ
وكذا ألفيِتُها مِجرَاً ومِشرَا

هِبةُ النِيلِ ودِيشُرتَ وتآوىٰ
سُمِّيت مِصريمُ مِصرآماً ومِصرَا

هَي للدُّنِيا وللأرجَآءِ أُمَّاً
وكَفىٰ مِصرٌ بِذآكَ الإسمَ فَخَرا

………
شِعر
حسَّن بِن قَاسِم قُحل
١٣/صفر /١٤٤٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى