“كلب الحايك”!!

د. عبد الكريم الوزان
د. عبد الكريم الوزان

 

بقلم – عميد إعلام جامعة مينسوتا د. عبدالكريم الوزان

كلب الحايك أو كلب الخياط وفي اللهجة العراقية ( جلب الحايج )، مثل يتداوله العراقيون وأشقاؤنا في بعض البلدان العربية .
مفاد الحكاية : انه في إحدى القرى حيث يتاجر الناس ‫بتربية الاغنام قام ذئب بمهاجمة قطيع فيها .. ﻓﻬﺮﻋﺖ كلاب ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ خلف ﺍﻟﺬئب للانقضاض عليه ، الا ان التعب أعياها فتوقفت وعادت ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ﺇﻻ كلب ﻭﺍﺣﺪ بقي ﻳﻄﺎﺭﺩ الذئب .. ﻭعندما ﺗﻌﺐ الأخير توقف واستدار نحو الكلب متسائلا: .. هل ﺍﻧﺖ كلب ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ؟!.‬
‫الكلب: ﻻ ..‬
‫الذئب: وهل انت كلب ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ؟!‬
‫الكلب: ﻻ ..‬
‫الذئب: وهل ﺍﻧﺖ كلب ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ؟!.‬
‫الكلب: ﻻ ..‬
‫الذئب: من صاحبك اذن؟!.‬
‫الكلب: ﺃنا كلب خياط القرية !!..‬
‫الذئب: وهل ﺍلخياط يملك ﻏﻨما؟!‬
‫الكلب مستهزئا : لا يملك ولا خروفا واحدا!!.‬
‫الذئب: وهل أصحاب الأغنام حينما ﻳﺬﺑﺤﻮا أغنامهم يطعمونك بعظمة او لحمة؟!‬
‫الكلب: ﻻ .. يطعمون كلاﺑﻬﻢ فقط وأنا أتفرج !!. ‬
‫هنا صرخ الذئب بوجهه: كلب ابن الكلب سأجعلك ﻋﺒﺮﺓ لجميع الكلاب وسأمزقك إربا .. منذ ساعة وانت ﺗجري خلفي ﻭﺍلخياط ليس لديه خروف ، وأكثر من ذلك غير مستفيد منه ولا حتى من سكان القرية!!. ‬
‫محطتنا اليوم عند بعض الشخصيات والجهات التي تعمل على تأزيم المواقف وتصب الزيت على النار ، بدوافع مذهبية أو طائفية أو بسبب طفح قلبها وعقلها بضغائن وأحقاد دفينة شرب الدهر عليها وأكل . والأنكى من كل ذلك ان منها من يمتلك وسائل اعلام خطابها الاعلامي يصمم وفق سياساتهم وأهدافهم فتعمل على ارباك وتضليل وتأجيج الرأي العام ، في وقت يكون البلد أحوج من غيره للحكمة والعقل والبصيرة والحيادية .‬
‫العراقيون اليوم جميعهم بقارب واحد ومن مصلحة الركاب اليقظة والحرص بدلا من الاندفاع والسير بنظام القطيع ، فقد عانوا الكثير من الويل والحرمان والتجهيل المؤدلج وضحوا بالغالي والنفيس ، حتى صلة أرحامهم تقطعت ، ولابد من اتخاذ قرار شعبي جماهيري عاجل موحد يعيد الحال الى سابق عهده بعيدا عن الكلاب الضالة ومنها ” كلب الحايك “!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى