عصام البناني يكتب: رسائل إلى الاتحاد الدولى “فيفا”

عصام البناني
عصام البناني

 

باتت كرة القدم في العالم بكافة دورياته استثمارا حقيقيا في البشر إذا ما اعتبرنا الرياضة تحافظ على الشباب وتبتعد بهم عن المخدرات والانحراف وتغرس فيهم روح التعاون والتفوق والبطولة.
وبناء على حضورها كقوة ناعمة مؤثرة في العلاقات بين الشعوب، أصبحت قوانينها أيضا بمثابة ميثاق لضمان وحماية حقوق وأموال الأندية كما تحفظ للاعبين حقوقهم، لكن ظاهرة قصور بعض القوانين في حماية حقوق الأندية أصبحت تتنامي بشكل مخيف، خاصة مع تكرار هروب متعاقدين كثيرين بينهم من أنديتهم وقبول واعتراف “فيفا” باحترافهم في أندية بلدان أخرى، بما يضر بقانونية التعاقد ويضرب استقرار فرق هذه الأندية ويهدد مسيرتها في الدوريات العالمية.
من هنا جاء اقتراحنا الذي أرسلناه قبل ساعات إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعديل لوائحه الخاصة بمواجهة هروب اللاعبين ووضع حد لهذا الأمر الذى يهدد استقرار الأندية ونعتبره تحديا صارخا لقوانين واللوائح التى نفترض فيها حماية و الإرتقاء باللعبة الشعبية الأولى فى العالم.
قلنا للفيفا إنه لابد من تغريم الفريق المحرض للاعب على الهرب من ناديه فلا يكون عقده ساريا مع هذا النادى دون سبب أو مسوغ قانونى أو مشروع، مع مضاعفة غرامة اللاعب الهارب لتفرض على الفريق المحرض الذى يثبت تحريضه للاعب أو أقر اللاعب عليه بذلك.
كذلك حرمان اللاعب الهارب من العودة واللعب فى الدورى الذى يلعب فيه الفريق الهارب منه حتى لا يستفيد اللاعب من هروبه ويستفيد النادى المحرض من تحريضه للاعب، لأنه فى الغالب يكون التحريض من فريق منافس فى نفس البطولة التى يلعب فيها الفريق الذى هرب منه اللاعب.
وأوصينا باتخاذ إجراءات أكثر إيجابية وفاعلية لإدانة الفريق المحرض للاعب على الهرب ومنها الاستناد إلى القرائن القاطعة فى الإثبات وتحديد الفريق المستفيد من هذا الهروب وبحث الدافع للاعب للهروب من أجله، وذلك لصعوبة الإثبات بالأدلة والمستندات حيث يكون إتفاقا ثنائيا بين النادى المحرض واللاعب غير معلن أو موثق.
ولو لم تفعل تلك القرائن سيظل الفريق المحرض بمنأى عن العقوبة التى يستحقها خصوصاً و فيفا دائماً ما يشجع اللعب النظيف.
أظن أن عقوبات أخرى يمكن تفعيلها بجانب الغرامات، مثل الإيقاف لمدة مماثلة أو مضاعفة لمدة سريان عقد اللاعب مع النادي الهارب منه، وكذلك إيقاف القيد لفترة لدى النادي المحرض للاعب على الهروب أو المستفيد من التعاقد معه، ويمكن دراسة “منع” تعاقد اللاعب بالأساس مع أي ناد آخر في أي دوريات حماية لقانونية عقوده لدى ناديه في بلد مختلف.
ولا يفوتنا هنا التأكيد على حاجة منظومة إدارة فرق الناشئين في الأندية المصرية بالأخص إلى التعاقد مبكرا ولمدد طويلة مع لاعبيها، لضمان وحماية حقوقها فيهم، خاصة وأن سن الاحتراف واكتشاف المواهب أقل من سن الأهلية “21 عاما”، وقد شهدنا احتراف كثيرين عند السادسة عشرة من عمرهم في مصر وأشهرهم الرحالة العالمي أحمد حسام ميدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى