منديس، عاصمة مصر المنسية وقصة قصر بنت اليهود في “تمي الأمديد” “بودكاست”
سمااااع
قصة تل
تمي الأمديد
الربع
حضارة
منديس
المنسية
كتبت – حسناء رفعت
تل الربع (تاريخيا كانت تسمى منديس ، باليونانية: Μένδης ) مدينة تاريخية تقع في شرق دلتا النيل كانت عاصمة مقاطعة (لخا) وهي المقاطعة السادسة عشر في مصر السفلى حتى نُقلت العاصمة في عصر مصر اليونانية الرومانية إلى مدينة ثمويس (تسمى اليوم تل التيماي). لا تبعد المدينتان عن بعضهما سوى عدة مئات من الأمتار فقط. كانت منديس أيضًا عاصمة مصر القديمة خلال حكم الأسرة التاسعة والعشرين التي حكمت مصر قرابة العشرين عامًا وكان أول ملوكها نفريتس الذي لعب دورًا كبيرًا في مقاومة الفرس وتقع على أحد فروع نهر النيل (الذي أصبح الآن طميًا) على بعد حوالي 35 كم شرق المنصورة.
تُعد مصر من أجمل وأهم البلاد الأثرية التي تجذب إليها السياح من كل مكان ، ولذلك وضعت مصر على قائمة أفضل الوجهات الأثرية بالنسبة للسائح ، ولكل محافظة من محافظات مصر تاريخها الحضاري والثقافي ومورثها الأثري الخاص بها دون غيرها، ومن أهم هذه المناطق الأثرية ” تل الربع” .
تل الربع هو أطلال مدينة منديس الفرعونية، وكان يقع فى الجهة الشمالية من الفرع المنديسى من فروع النيل، وسميت فى العصور الوسطى بتل المندرو، وكانت تسمى أيام الفراعنة “وت” وكانت عاصمة للإقليم ، وكانت عاصمة لإقليم 16 من أقاليم الوجه البحري.
وقد عثر في هذا النيل على أحجار معابد من أيام رمسيس الثاني وابنه منقاع كما عثر أيضا على أسماء ملوك من الاسرات 21 ، 22 ، 26 ، وأهم ما فيها الآن أثر ضخم من قطعة واحدة من حجر الجرانيت أبعاده على جبانة أكباش المقدسة التي كانت تبعد هناك في الركن الشمالي الغربي من سور المدينة.
وقال المهندس سيد الطحاوي مدير آثار الدقهلية ، في حوار خاص لبوابة “دار الهلال”: ” تل الربع يعتبر عاصمة الاقليم 16 من أقاليم مصر السفلى”الدلتا”، مثله كمثل عاصمة المحافظات في وقتنا الحالي ، وفي عهد الأسرة 29 أصبح عاصمة لمصر كلها ، ويضم بقايا معبد أقامه الملك “أمازيس” ، ومن أهم مميزات المعبد ناووس يعتبر هو الأضخم في مصر كلها ، وهو على ارتفاع 7 أمتار ومصنوعة من الكيراتين ، والناووس هو المكان الذي يوضع فيه التمثال أو الإله المعبود ، وكان يوجد3 نواويس أخرى غير الموجود حالياً ، إلا أنهم تقدموا ، بالإضافة إلى جبانة ضخمة جداً من الكباش أو الخراف ، وهي المعبود المقدس في المكان ” المعبود خونوم” .
الهيكل الأثري – تل آثار تمي الأمديد
وأضاف: ” في عهد الفراعنة ، كانوا يدفنون موتاهم في توابيت وهو صندوق خشبي ويقوموا ببناء مقابر لموتاهم ، ويوضع فيها المتوفي داخل التابوت ومعه كل متعلقاته وزينته وأدواته الشخصية وغيرها ، وتعبر الجبانة الموجودة في تل الربع من أضخم جبانات الكباش في مصر كلها”.
(الرواية) الصوتية، بصوت خبير معلم تاريخ الجيلاني أنور
وأشار إلى توقف الحفائر من فترة في الموقع ، وأردف قائلاً: كانت جهة أمنية تعمل في الثمانينات ، فقد ظلت تعمل لأكثر من 20 عاما برئاسة الأثري الكبير ” دونالد ريتفور ” وهو كندي الجنسية ، إلا أنها توقفت فيما يقرب من 10سنوات ، لكن من المتوقع أن تبدأ وزارة السياحة والآثار في العمل خلال المواسم القريبة” .
وقال: ” لا توجد مواقع أثرية مفتوحة للزيارة في محافظة الدقهلية ، غير دار بن لقمان وهي تعتبر موقع اسلامي أكثر من كونه موقع أثري ، أما الفرعونية فلا توجد مواقع أثرية مفتوح. للسياحة أو للزيارة في محافظة الدقهلية ، لكن المنطقة تقوم بدور كبير جدآ في نشر الوعي الأثري ، سواء بعمل محاضرات في الأماكن الثقافية أو في المكتبات العامة أو المدارس ، ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي ، فنقوم بنشر الوعي الأثري حيث يهمنا انتشار الثقافة الأثرية، وذلك للتصدي لأعمال الحفر والتنقيب عن الآثار .
ناووس تل أثار الربع “منديس” وهو أحد أهم الأثار الثابتة بتل الربع وهو الباقى فى موضعة بمعبد أقامو الملك أحمس الثانى فى الأسرة السادسة والعشرون الفرعونية منحوت من الجيرانيت الوردى إرتفاعة 7،5م مقام فوق قاعدة من الحجر الجيرى بإرتفاع 7،5م أيضا – وهو الناووس الأكبر بمصر والوحيد بالدلتا الذى لا يزال فى موضعة تغطية الشروخ الرأسية والأفقية نتيجة حريق شب بمنطقة قدس الأقداس بالمعبد والذى كان محاط بأربع نواويس بنفس القياسات أقامت الثلاث الأخر أرسونوى زوجة بطليموس الثالث التى زارت المدينة القديمة “مندديس” وأمضت شهرا بها وحملت لقب الكاهنة العظمى للإله خنوم معبود مدينة منديس.
قام الملك أحمس الثاني من الأسرة السادسة والعشرين ببناء هذا الناووس في مدينة تل الربع بشرق الدلتا (منديس القديمة). وكان الناووس، الذي بلغ طوله سبعة أمتار تقريباً، يُستخدم لوضع تمثال للمعبود شو، معبود الهواء والرياح.
كانت منديس موقع ميناء مشهور في مصر القديمة وأصبحت عاصمة مصر خلال عصر الأسرة التاسعة والعشرين.
بدأت السلطات المصرية تنفيذ مشروع درء الخطورة عن ناووس منطقة تل الربع الأثرية بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) وذلك لعدم استقرار واتزان حالته الإنشائية.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي أمس، أن «الوضع الحالي للناووس آمن ومستقر»، مشيراً إلى أنه «يجري حالياً تركيب الهيكل المعدني الخاص بالمعاينة وأعمال تنظيف الشقوق والشروخ، تمهيداً لأعمال الحقن، بالإضافة إلى التجهيز لتركيب الشدات المعدنية لضمان ثبات واتزان المبنى أثناء أعمال الترميم».
ويعاني الناووس الأثري النادر من بعض المشكلات الإنشائية الناتجة عن طبيعة التربة الطينية الحاملة له، التي تتأثر بالمحتوى المائي الناتج من مياه الأمطار والمياه الجوفية بجانب عوامل التغيرات البيئية والهزات الأرضية على مر العصور»، بحسب الدكتور مصطفى عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم.
ويرجع تاريخ إنشاء الناووس إلى عصر الملك أحمس الثاني (أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين) وكان يستخدم لوضع تمثال للمعبود «شو» بمنطقة تل الربع بالدقهلية.
وشهدت نهاية العام الماضي مصرع حارس أمن بتل الربع، بعد انهيار التربة غير الثابتة عليه بالمنطقة الأثرية.
ووفق الباحث الأثري أحمد عامر، فإن تل «الربع» كانت تمثل عاصمة الإقليم السادس عشر، وكانت مقراً لحكم الأسرة التاسعة والعشرين، ثم أصبحت (جدت)، وكانت مقراً لعباده الإله (آمون رع)»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن «(جدت) ظهرت في قائمة الأقاليم المسجلة على المقصورة البيضاء في الكرنك والخاصة بالملك سنوسرت الأول».
ومن الشواهد الأثرية الباقية بالمنطقة حتى الآن، بقايا معبد بناه الملك (أحمس الثاني)، حيث تم الكشف عن ودائع الأساس الخاصة به، ولم يتبق من هذا المعبد سوى ناووس يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار تقريباً، وعلى قاعدة من الحجر تبلغ الارتفاع نفسه تقريباً.
ويؤكد عامر أن هذه المنطقة ارتبطت بالآلهة التي مثلت كرمز للمقاطعة وهي الإلهة السمكة «غات محيت» وقد وصفت «غات محيت» ضمن النصوص بأنها سيدة الأسماك، كما مثلت بهيئة سيدة تحمل فوق رأسها رمزها وهو هيئة السمكة «غات محيت»، ثم أصبح الإله الكبش الذي أطلقت عليه النصوص المصرية القديمة اسم «بانب جد» إله المدينة الرئيسي ثم ارتبطت بالإله «حربوقراط».
وبحسب عامر فإن الاكتشافات الأثرية بالمنطقة بينت مدى ثرائها ونشاطها قديماً، حيث تم العثور على الأواني الفخارية المختلفة الأحجام والأشكال ومتعددة الأغراض، وكذا المسارج الفخارية والعملات البرونزية والفضية «البطلمية والرومانية».
وفي محافظة الدقهلية أيضاً، تمكنت بعثة أثرية مصرية من الكشف عن 110 مقابر يرجع تاريخها إلى 3 مراحل حضارية مختلفة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، هي: حضارة مصر السفلى والمعروفة باسم «بوتو»، وحضارة نقادة 3، وعصر الانتقال الثاني المعروف بفترة الهكسوس، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري بمنطقة كوم الخلجان في محافظة الدقهلية، وهو ما عدّه الدكتور السيد الطحاوي رئيس منطقة آثار الدقهلية بـ«الأمر النادر» لأنه لأول مرة يتم اكتشاف آثار من 5 عصور مختلفة بمنطقة واحدة.
وتقع منطقة «كوم الخلجان» الأثرية بمركز تمي الأمديد أيضاً، حيث بدأ أول أعمال حفر أثري بها عام 1995 عن طريق البعثة الأثرية الأميركية، التي كانت تعمل في منطقة منديس «قرية تل الربع».
وتعد محافظة الدقهلية من المحافظات المهمة جداً في التاريخ المصري القديم، حيث كانت منطقة تل الربع هي عاصمة مصر خلال عصر الأسرة الـ29 وتضم ناووساً من الحجر الجيري يعد الأكبر في محافظات الدلتا، بحسب الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة السياحة والآثار، الذي أضاف في تصريحات صحافية أن المواقع الأثرية المهمة بالمحافظة تؤرخ لمصر في فترة ما قبل وبداية الأسرات، وتغطي فترات مختلفة من التاريخ المصري من بينها تل سمارة وتل الفرخة وغزالة.