محافظة الظاهرة تحتضن ملتقى “إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال في التحول الرقمي”
متابعة: إسحاق الحارثي

بدأت اليوم أعمال ملتقى إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال في التحول الرقمي، الذي تنظمه محافظة الظاهرة، تحت رعاية سعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة، وبمشاركة نخبة من المختصين والأكاديميين والخبراء في هذا المجال.
في البداية ألقت الفاضلة مريم بنت حمدان الناصرية، رئيسة قسم إدارة المخاطر بمحافظة الظاهرة، كلمة رحبت فيها بالمشاركين، مشيرة إلى أن الملتقى يشكل منصة فاعلة لتبادل المعرفة والخبرات، وبناء القدرات، وتعزيز الجاهزية المؤسسية لمواجهة التحديات، بما يواكب مسيرة التحول الرقمي في سلطنة عمان.
بعد ذلك ألقى خالد اليعربي من أكاديمية جبرين العلمية كلمته حيث أكد فيها أن إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال تمثل ركيزة أساسية في عصر التحول الرقمي، مؤكداً على أهمية تبني المعايير الدولية لضمان مرونة المؤسسات واستدامتها، وبناء أنظمة قادرة على التعامل بكفاءة مع الأزمات والطوارئ.
كما تضمن الملتقى عرض عددًا من أوراق العمل المتخصصة في إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال منها: ورقة عمل بعنوان ” تجربة محافظة ظفار في ممارسة إدارة المخاطر” قدمها المهندس سعيد الحريزي من مكتب محافظ ظفار، حيث تناول فيها خارطة المفاهيم الخاصة بإدارة المخاطر، ووضح فيها الأسس والمبادئ وماهية عملية إدارة المخاطر والأدوات والتقنيات والتكامل والثقافة لإدارة المخاطر، كما استعرض رحلة بناء المرونة المؤسسية، وأدوات إدارة الازمات وسجلات ومصفوفة المخاطر، الى جانب تحليل تأثير الأعمال.
أما الورقة الثانية قدمها المهندس أحمد المغربي مستشار ومدرب في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وكانت بعنوان “بين سرعة التقنية وضمان الاستمرارية” حيث تحدث عن التسارع التقني كواقع يفرض معادلات مختلفة حيث يفتح فرصاً هائلة لتطوير خدمات جديدة وتحقيق إنجازات لم تكن ممكنة من قبل ،موكداً بأن الاستمرارية ضرورة لبناء المرونة، وليست مجرد متطلب لإدارة الازمات اليومية. كما شدد على تبني المعايير العالمية للثقافة المؤسسية وتحويلها الى جزء من عادات العمل اليومية يعزز الابتكار ويضمن الاستمرارية ويقوي الثقة داخل المؤسسة وبين عملائها.
أما الورقة الثالثة كانت بعنوان” عوامل نجاح وفشل استمرارية الأعمال المؤسسية ” قدمها الفاضل ماجد بن سنان المجرفي تناول فيها دور القيادة والحوكمة الفعالة في دعم استمرارية الاعمال، وأكد على أهمية التكامل بين جميع الأطراف في التخطيط والتنفيذ لضمان الاستمرارية، مشيراً الى ان إدارة المخاطر الاستباقية تمكن المؤسسة من مواكبة الازمة قبل وقوعها، وتعزز المرونة والابتكار من خلال تطوير حلول جديدة واستثمار الموار وبناء القدرات والتدريب.
واختتم الملتقى بجلسة نقاشية تفاعلية استعرضت أبرز التوصيات والخبرات المتعلقة بإدارة المخاطر واستمرارية الأعمال.
يهدف هذا الملتقى إلى تعزيز الوعي المؤسسي بأهمية إدارة المخاطر التقنية واستمرارية الأعمال، وتطوير قدرات الكوادر البشرية في التعامل مع التحديات، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب بين المختصين، وتقديم حلول عملية واستراتيجية لضمان استدامة الأعمال في ظل التحول الرقمي. كما يسعى الملتقى إلى دعم الامتثال للمعايير العالمية مثل ISO 22301 وISO 27001، وبناء منصة معرفية ترفع جاهزية المؤسسات لمواجهة المتغيرات المستقبلية.
ويشمل الملتقى خلال أيامه الخمسة عروضًا تقديمية تفاعلية باستخدام أحدث التقنيات، وورش عمل تطبيقية تحاكي مواقف واقعية، ودراسات حالة حقيقية لتطوير مهارات التحليل والتقييم، إضافة إلى ورش تدريبية توعوية تتناول تحليل المخاطر التقنية، وخطط الاستجابة للحوادث، واستمرارية تشغيل الأنظمة، إلى جانب محاكاة للحوادث الأمنية (Cyber Drill)).
يأتي هذا الملتقى ليؤكد التزام محافظة الظاهرة بتعزيز الابتكار الرقمي وبناء بيئة مؤسسية قوية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، بما يضمن استمرارية الأعمال وتطوير الكفاءات الوطنية، وفتح آفاق جديدة لتبادل الخبرات وبناء شراكات استراتيجية تسهم في تعزيز مسيرة التحول الرقمي في سلطنة عمان.